
ينتظر كثيرون ممن يعانون رهاب الإبر، اختبارا يجريه علماء بريطانيون هذا الشهر على بخاخ مضاد لفيروس كورونا المستجد، يؤخذ عن طريق الفم، بخلاف التطعيمات الأخرى المتوفرة حاليا، والتي تحقن في العضلات.
ولا يعد هذا النوع من اللقاح جديدا، فكل عام، يتم تحصين حوالي ۳ ملايين طفل في بريطانيا ضد الإنفلونزا باستخدام هذا النمط من اللقاح “المُضَعّف”، الذي لا تزال آثار الفيروس فيه معدية، لكنها أضعف بكثير من التطعيم الحقيقي، كما أن اللقاحات التي تعطى ضد الحصبة والنكاف مثلا هي أيضا من هذا النوع.
وتستخدم هذه اللقاحات جزيئات جينية من هذا البروتين لتحفيز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة، والتي تبحث عن البروتين في الدم وتقوم بتدميره.
وتنشر اللقاحات “المُضَعّفة” جميع قنوات مكافحة العدوى بالجسم بما فيها الخلايا التائية والبائية، القادرة على تعقب الفيروس.
وحول أهمية هذه اللقاحات، أوضح عالم الفيروسات في جامعة ووريك البريطانية، البروفيسور أندرو إيستون، أن “اللقاحات المُضَعّفة تجعل الشخص يعاني من عدوى لا تسبب أي أعراض، حيث يؤدي ذلك إلى ظهور مجموعة من ردود الفعل من الجهاز المناعي، كما يحدث مع عدوى فيروسية حقيقية، وهكذا نحصل على استجابة مناعية أوسع، ومناعة تدوم طويلا”.
وما يميز هذه اللقاحات أنها كتلك التي تؤخذ بالحقن في الذراع، أي تنظيم استجابة مناعية بتحفيز الخلايا في نخاع العظام لإنتاج الأجسام المضادة، إلا أنها تحفز أيضا خلايا الغشاء المخاطي المبطنّة للجهاز التنفسي، الأمر الذي يزيد من فرص تدمير الفيروس قبل بلوغه الرئتين.